تم تأسيس الائتلاف المدني من أجل الجبل كآلية لتقوية الادوار الترافعية للمجتمع المدني وتوحيد الجهود بين مختلف الفاعلين لدفع دوائر القرار الى اخراج سياسات عمومية ذات ابعاد مندمجة خاصة بالمناطق الجبلية وفقا لخصائصها الجغرافية الاقتصادية الاجتماعية والثقافية، على اعتبار أن المناطق الجبلية ساهمت في إعطاء المغرب شخصية متميزة، بين بلدان إفريقيا، لكنها ظلت مهمشة من الناحية التنموية، بحيث كانت جل التدخلات التي كانت تستهدف هذه المناطق في عهد الحماية و خلال فترة ما بعد الاستعمار تعتمد على مقاربات أمنية و إحسانية، وظل سكانها من أفقر سكان المغرب، ولا ينظر إلى هذه المناطق إلا كخزان لليد العاملة، والموارد الطبيعية، إلا أن هذا التهميش أصبح اليوم قنبلة قابلة للانفجار في اي وقت أو زمان… وتؤكد مجموعة من الدراسات التي أنجزت حول الجبال المغربية، تؤكد على أنها مجالات متنوعة ومتباينة من حيث تكوينها الجيولوجي، ومن حيث مكوناتها البشرية، ومؤهلات الاقتصادية والثقافية… وفي نفس السياق لا بد لهذه الاختلافات أن يكون لها دور في تحديد أنماط السياسات التنموية بهذه المناطق.

“يستند نهجنا على الاعتراف بالحق في التنمية لسكان المناطق الجبلية، و الاعتراف بمساهمة كبيرة من الجبل في الناتج الوطني “

وإيمانا منا منها بأن تحقيق التنمية المستدامة في ابعادها المتعددة هي من مسؤوليات الدولة المغربية لان مبادرات المجتمع المدني تبقى محدودة التأثير و تشكل فقط نماذج ناجحة يجب الاقتداء بها سواء على مستوى الحكامة في التدبير والتسيير او النجاعة والفعالية وقربها من المواطن، مما يستوجب منا تقوية الادوار الترافعية من أجل الضغط على القائمين على الشأن السياسي في هذا الوطن من اجل اقرار سياسات عمومية عادلة ومنصفة تأخذ بعين الاعتبار خصوصية المناطق الجبلية.